عبدالرحمن الشثري- من الجفوة إلى الحظوة، رحلة عطاء لا تنتهي
المؤلف: خالد السليمان08.28.2025

بدأت علاقتي بالعمّ الغالي عبدالرحمن الشثري - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - بدايةً يسودها الحذر، لتنتهي بصداقة وثيقة ومكانة رفيعة في قلبي.
في بواكير مسيرتي المهنية في عالم الصحافة، غالباً ما كنت أشعر بالريبة والتخوف من الرقابة المتوقعة من المسؤولين في قطاع الإعلام والعلاقات العامة بالمؤسسات الحكومية. غالباً ما كانت تلك العلاقات تبدأ بحذر وتنتهي بالنفور، أو تتحول إلى صداقة متينة وصادقة، وهذا ما كان يحدث في أغلب الأحيان، حيث تظهر روح الأصالة والكرم في العلاقات الإنسانية التي يتميز بها المجتمع السعودي الأصيل!
كان أول لقاء لي بأبي هشام عندما استجبت لدعوة كريمة لحضور مناورات الحرس الوطني الباسلة في منطقة القصيم. كانت الحافلة تقلّ لفيفاً من رؤساء التحرير والإعلاميين المرموقين من الرياض. كان أبو هشام كالنحلة النشيطة، دائم الحركة والتنقل بين مقدّمة الحافلة حيث يجلس كبار الإعلاميين قدراً ومقاماً، ومؤخرتها حيث يوجد صغار الإعلاميين - وربما بعضهم من ذوي الروح المرحة - يوزّع بنفسه الكريـم المرطبات الشهية والمأكولات اللذيذة. كانت تلك الرحلة نقطة تحوّل جوهرية في اكتشاف روحه الطيبة ونفسه الكريمة المعطاءة !
لكن الصداقة الوطيدة والعميقة ترسخت وتوطدت بعد تقاعده المبارك، وذلك بفضل مجموعة من الأصدقاء المشتركين النبلاء، مثل الأساتذة الأفاضل: حمد القاضي، وعلي الشدي، ومنصور الخضيري، وبدر كريم، وغيرهم من الزملاء الأعزاء. كان مجلسه العامر ملتقى لأصدقاء الكلمة والقلم، وكثيراً ما كان يخجلني بكرم اتصاله وسؤاله الدائم عني إن غبت لفترة، وكم كان نبيلاً بزيارته الكريمة للاطمئنان عليّ بعد وعكة صحيّة ألمّت بي، فلم يكن يفرّق في التقدير وأداء الواجب بين الناس بحسب السن أو المنصب والمكانة!
كان عمله الدؤوب في الحرس الوطني تاريخاً مشرقاً وحافلاً بالإنجازات والتطوير والنجاح، ولكن من وجهة نظري الشخصية، أرى أن عمله الجليل بعد التقاعد في تأسيس جمعية مرضى الكلى كان البصمة الحقيقية الخالدة في حياته ومجتمعه، فقد وهب نفسه بكل إخلاص وطاقته لخدمة مرضى الكلى، وساهمت الجمعية بشكل فعّال في إنشاء عشرات المراكز المتخصصة في علاج الكلى في مختلف أرجاء المملكة ومدنها، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة للمحتاجين من المرضى!
ذات يوم، كنت جالساً بالقرب منه في مجلسه المزدحم بالضيوف، حين تلقّى اتصالاً هاتفياً بشأن تعثّر مشروع إنشاء أحد مراكز الكلى في إحدى المحافظات النائية، فقال بهدوء وثقة للمتحدث بأنه سيتدبّر الأمر، ولا داعي للقلق إطلاقاً. وكان يستمع إلى المكالمة رجل الأعمال السعودي المعروف ناصر الطيّار، فأشار عليه على الفور بأنه سيتكفّل بسداد كامل المبلغ المطلوب، والذي قدر بمليون ريال سعودي. لكم كسب من الأجر والثواب العظيم من سعيه المبارك في تمويل وإنشاء هذه المراكز الصحية، وتلبية الاحتياجات الضرورية للمستفيدين من خدماتها! وقد تشرفت بمرافقته ذات مرة لحضور افتتاح مركز متخصص للكلى في منطقة الجوف، تبرّع بإنشائه رجل الأعمال الراحل عبدالرحمن الخريف - رحمه الله - فكان يطير فرحاً وسروراً، كأنه والد عروس يزفّها في ليلة زفافها المباركة!
رحم الله أبا هشام رحمة واسعة، فقد رحل إلى جوار ربه تاركاً وراءه مشاعر جياشة في نفوس محبيه، وذكريات عطرة في عقول معارفه، وأعمالاً جليلة في المجتمع ستخلّد ذكراه العطرة إلى الأبد.
في بواكير مسيرتي المهنية في عالم الصحافة، غالباً ما كنت أشعر بالريبة والتخوف من الرقابة المتوقعة من المسؤولين في قطاع الإعلام والعلاقات العامة بالمؤسسات الحكومية. غالباً ما كانت تلك العلاقات تبدأ بحذر وتنتهي بالنفور، أو تتحول إلى صداقة متينة وصادقة، وهذا ما كان يحدث في أغلب الأحيان، حيث تظهر روح الأصالة والكرم في العلاقات الإنسانية التي يتميز بها المجتمع السعودي الأصيل!
كان أول لقاء لي بأبي هشام عندما استجبت لدعوة كريمة لحضور مناورات الحرس الوطني الباسلة في منطقة القصيم. كانت الحافلة تقلّ لفيفاً من رؤساء التحرير والإعلاميين المرموقين من الرياض. كان أبو هشام كالنحلة النشيطة، دائم الحركة والتنقل بين مقدّمة الحافلة حيث يجلس كبار الإعلاميين قدراً ومقاماً، ومؤخرتها حيث يوجد صغار الإعلاميين - وربما بعضهم من ذوي الروح المرحة - يوزّع بنفسه الكريـم المرطبات الشهية والمأكولات اللذيذة. كانت تلك الرحلة نقطة تحوّل جوهرية في اكتشاف روحه الطيبة ونفسه الكريمة المعطاءة !
لكن الصداقة الوطيدة والعميقة ترسخت وتوطدت بعد تقاعده المبارك، وذلك بفضل مجموعة من الأصدقاء المشتركين النبلاء، مثل الأساتذة الأفاضل: حمد القاضي، وعلي الشدي، ومنصور الخضيري، وبدر كريم، وغيرهم من الزملاء الأعزاء. كان مجلسه العامر ملتقى لأصدقاء الكلمة والقلم، وكثيراً ما كان يخجلني بكرم اتصاله وسؤاله الدائم عني إن غبت لفترة، وكم كان نبيلاً بزيارته الكريمة للاطمئنان عليّ بعد وعكة صحيّة ألمّت بي، فلم يكن يفرّق في التقدير وأداء الواجب بين الناس بحسب السن أو المنصب والمكانة!
كان عمله الدؤوب في الحرس الوطني تاريخاً مشرقاً وحافلاً بالإنجازات والتطوير والنجاح، ولكن من وجهة نظري الشخصية، أرى أن عمله الجليل بعد التقاعد في تأسيس جمعية مرضى الكلى كان البصمة الحقيقية الخالدة في حياته ومجتمعه، فقد وهب نفسه بكل إخلاص وطاقته لخدمة مرضى الكلى، وساهمت الجمعية بشكل فعّال في إنشاء عشرات المراكز المتخصصة في علاج الكلى في مختلف أرجاء المملكة ومدنها، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة للمحتاجين من المرضى!
ذات يوم، كنت جالساً بالقرب منه في مجلسه المزدحم بالضيوف، حين تلقّى اتصالاً هاتفياً بشأن تعثّر مشروع إنشاء أحد مراكز الكلى في إحدى المحافظات النائية، فقال بهدوء وثقة للمتحدث بأنه سيتدبّر الأمر، ولا داعي للقلق إطلاقاً. وكان يستمع إلى المكالمة رجل الأعمال السعودي المعروف ناصر الطيّار، فأشار عليه على الفور بأنه سيتكفّل بسداد كامل المبلغ المطلوب، والذي قدر بمليون ريال سعودي. لكم كسب من الأجر والثواب العظيم من سعيه المبارك في تمويل وإنشاء هذه المراكز الصحية، وتلبية الاحتياجات الضرورية للمستفيدين من خدماتها! وقد تشرفت بمرافقته ذات مرة لحضور افتتاح مركز متخصص للكلى في منطقة الجوف، تبرّع بإنشائه رجل الأعمال الراحل عبدالرحمن الخريف - رحمه الله - فكان يطير فرحاً وسروراً، كأنه والد عروس يزفّها في ليلة زفافها المباركة!
رحم الله أبا هشام رحمة واسعة، فقد رحل إلى جوار ربه تاركاً وراءه مشاعر جياشة في نفوس محبيه، وذكريات عطرة في عقول معارفه، وأعمالاً جليلة في المجتمع ستخلّد ذكراه العطرة إلى الأبد.